أما الدليل الكوني وجود الإعجاز العلمي الذي لا يتوقف إلى الآن، فكلما تقدم زمن كلما تطور نوع الإعجاز العلمي لهذا القرآن، فمثلا نظرية الانفجار الغظيم (بيغ بنغ) الذي اكتشفها ألكسندر فريدمان (١)، وأيده من بعده ستيفن هوكينغ (٢) قد لمح إليها القرآن قال تعالى : أَوَلَمْ يَرَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ (٣)، مع أن هناك تساؤلات و مآخذ على هذه النظرية (٤).
وأن هذا القرآن دستور حكم و منهج حياة وسبيل عزة و طريق نصر و من حاد عن هديه ضل و خسر وكان من القوم الضالين، قال تعالى : وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (٥).
لماذا أنزل الله القرآن؟ أنزل الله القرآن ليضبط بهدايته مسيرة الحياة، ويحكمها بما أنزل الله من الهدى ودين الحق، ويهدي بنوره البشرية للتي هي أقوم، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور. فالقرآن لم ينزله الله ليتلى على الأموات بل ليحكم الأحياء، لم ينزله لزينة الجدران، بل لزينة الإنسان.
(٢) العالم الإنحليزي المقعد لا يزال على قيد الحياة ولد ١٩٤٢ م، من موقعه الخاص www.hawking.org.uk
(٣) الأنبياء : ٣٠
(٤) علي محمد عبد اللطيف، الكون و القرآن رحلة البحث عن الحقيقة، ص ٢٦٢-٢٦٩،
(٥) المائدة : ٤٩