لقد ربى القرآن الكريم العسكريين بأن ربطهم بخالقهم سبحانه وتعالى، ودلت آيات القرآن على معية الله لهم، كما قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾(١). وقال تعالى ﴿الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾(٢).
إن معية الله تعالى للعسكريين هي من المعية الخاصة، إذ أن الله مع جميع خلقه (بعلمه) سبحانه كقوله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِن ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾(٣). قال ابن تيمية: والمعية معيتان: عامة وخاصة. فالأولى قوله تعالى: ﴿وهو معكم أين ما كنتم﴾والثانية قوله:﴿إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون﴾(٤).

(١) سورة التوبة-آية (١٢٣).
(٢) سورة البقرة-آية(١٩٤).
(٣) سورة المجادلة-آية(٧).
(٤) مجموع فتاوى ابن تيمية-٥/١٢٢.


الصفحة التالية
Icon