وآيات الكون كثيرة لا حصر لها يقول الله تعالى (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق (١) أى سنريهم دلالات صدق القرآن وعلامات كونه من عند الله فى الآفاق وفي أنفسهم (حتى يتبين لهم أنه الحق) الضمير راجع إلى القرآن، وقيل إلى الإسلام الذى جاءهم به رسول الله – ﷺ - وقيل إلى ما يريهم الله ويفعل من ذلك، وقيل إلى محمد – ﷺ - أنه الرسول الحق من عند الله (٢).
وقد رأى الناس صدق ذلك، وسوف يرى المجتمع آيات في الكون على مر الأزمان، حتى يعرفوا بأن القرآن الكريم حق، وأن الإسلام أيضا حق، والذي جاء به وهو محمد – ﷺ – حق، قال تعالى ( وقل الحمد لله سيريكم آياته فتعرفونها وما ربك بغافل عما تعملون (٣)
أي أن الله تعالى يأخذ بقلوبهم فيريهم الآيات تلو الآيات، والدلالة واضحة على أن التفكر في الآيات يؤدي بالإنسان إلى تحول وتنقل حتى يتبين له حقيقة الآيات كما يتبين له أن الله تعالى حق، وكل ذلك تربية حقيقية للنفس نحو حقيقة الدين وحقيقة من أُنزل عليه وحقيقة من أنزله سبحانه.
(الخاتمة)
بعد الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه أشرف المرسين، ففي نهاية هذا البحث الذي كان الحديث فيه بإيجاز حسب طبيعة الملتقى، وإلا فالموضوع بحاجة إلى توسع، فقد أشرت إلى أن المجتمع الإسلامي في شتى أقطار الأرض بحاجة إلى تعاليم هذا القرآن الكريم، لأنه كتاب التربية الإيمانية، كما تم بيان تحديد القرآن الكريم لتوجّهات المسلم نحو ربه ووحدانيته، ثم لمحت إلى تكوين القرآن الكريم لشخصية المسلم بالأخلاق الفاضلة، وفيه بيان تعامل المسلم مع كل أفراد المجتمع، وأشرت إلى جوانب فيها تربية القرآن الكريم لنفسية المسلم على التأثر والتأثير.

(١) سورة فصلت الآية رقم (٥٣)
(٢) فتح القدير ٤ /٥٢٣.
(٣) سورة النمل الآية رقم (٩٣)


الصفحة التالية
Icon