كما أن تفسيره من أكبر مصادر التفسير المأثور عن السلف، وفَرْقٌ بين أن نقول: فيه تفسير مأثور، أو أن نقول: هو تفسير بالمأثور؛ لأن هذه العبارة تدل على أنه لا يذكر غير المأثور عن السلف، وتفسير ابن جرير بخلاف ذلك؛ إذ هو مع ذكر أقوالهم يرجِّح ويعلِّل لترجيحه، ويعتمد على مصادر التفسير في الترجيح. ولكي يَبِين لك الفرق في هذه المسألة: وازن بين تفسيره وتفسير عَصْرِيّهِ ابنِ أبي حاتم الذي لا يزيد على ذكر أقوال السلف، وإن اختلفت أقوالهم فلا يرجح ولا يعلق عليها، أليس بين العالمين فرق؟ " انتهى كلامه وفقه الله.
وبهذا تم الكلام والتعليق على هذه المقدمة المباركة، فما كان من صواب فمن الله وحده، وما كان من غيره فمني والشيطان، وأسأل الله أن يغفر ذلك ويمحو أثره.
لم يبق إلا أن أرفع أكف الضراعة إلى ربها متوجهاً إليه بقلبي، قائلاً بلساني :
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وجلاء أحزاننا، وذهاب همومنا وغمومنا، اللهم اجعله شفيعاً لنا في الآخرة، حجةً لنا لا علينا.
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علماً.
الإخوة الأكارم، جزاكم الله على حسن استماعكم، وبارك فيكم، وففكم..
وأكرر شكري لإخواني المجاهدين في إذاعة طيبة، نفع الله بهم وأيدهم، وأجزل المثوبة لهم ووفقهم.
اللهم لا تجعل عملنا وبالاً علينا.
وأستودعكم الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


Icon