مثلاً : لو أخبرني ثلاثة من أماكن شتى ممن لا يوثق بهم لو أخبروني بوقوع حادث فهذا أقبله إذا لم يتواطؤوا، أما التفاصيل الدقيقة من الأمور المتعلقة بهذا الحادث كتحديد زمن وقوعه على جهة التفصيل فلا يمكن قبوله منهم، إلا أن خبرهم مقبول عموماً.
وهذا القيد أشار إليه الشيخ بقوله :"
لَكِنْ مِثْلُ هَذَا لَا تُضْبَطُ بِهِ الْأَلْفَاظُ وَالدَّقَائِقُ الَّتِي لَا تُعْلَمُ بِهَذِهِ الطَّرِيقِ فَلَا يَحْتَاجُ ذَلِكَ إلَى طَرِيقٍ يَثْبُتُ بِهَا مِثْلُ تِلْكَ الْأَلْفَاظِ وَالدَّقَائِقِ
إذاً الخلاصة : إذا جاء الخبر متفق في معنى القصة من جهات متعددة بلا اتفاق ولا تواطؤ فهو وإن كان مرسلاً أو كان ضعيفاً أو كان الناقل فاسقاً أو غيره فإن هذا مما يقتضي – ليس فقط صحته – وإنما القطع بصحته.
ولو أردنا أن نطبق هذا الكلام في المغازي –مثلاً – نقول: جاءت قصة من رواة لا يوثق بهم، ولكن نثبتها لأنهم من أماكن متفرقة، ولم يتواطؤوا على التحدث بها، أما لو اشتملت هذه القصة على أمر دقيق كحكم شرعي من الأحكام فلا نقبله، وإنما نقبل القصة من حيث العموم.
فهذا : أَصْلٌ نَافِعٌ فِي الْجَزْمِ بِكَثِيرِ مِنْ الْمَنْقُولَاتِ وَمَا يُنْقَلُ مِنْ أَقْوَالِ النَّاسِ وَأَفْعَالِهِمْ وَغَيْرِ ذَلِكَ.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، إنه خير مسؤول
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأستودعكم الله، وإلى لقاء قادم بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحلقة (١٠)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، ومن ترضى عنهم وسار على دربهم إلى يوم الدين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الصفحة التالية
Icon