ومن مظان هذا الخطأ الكتب الصغيرة التي تسمى (كلمات القرآن)، فإن أغلب أصحابها يفسرون كلمات القرآن من حيث اللغة، وقد سبق ذكر أمر آخر يقع في مثل هذه الكتب وهو: أنه قد يأتي للفظة القرآنية أكثر من معنى وهو لا يورد إلا معنى واحداً، وهذا قصور كما سبق بيانه.
أسأل الله أن ينفعنا بما سمعنا، إنه خير مسؤول
وصل اللهم وسلم وبارك على عبدك ونبيك وخليلك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وأستودعكم الله، وإلى لقاء قادم بإذن الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة (١١)الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله أجمعين، ومن سلك سبيلهم، واقتفى آثارهم إلى يوم، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هذه هي الحلقة الحادية عشرة من شرح مقدمة أصول التفسير، أسأل الله تعالى أن يبارك لنا فيما آتانا وعلمنا..
سبق الحديث عن جهتي الخطأ اللتين توجدان في التفسير الذي يستند إلى الاستدلال، وهما :
الجهة الأولى : أن يعتقد الإنسان عقيدة ثم يحاول أن يوجد لها أدلة من القرآن !
الجهة الثانية : أن يفسر القرآن – وليس عنده اعتقاد سابق- ولكن يقول بما يدل عليه اللفظ بقطع النظر عن المتكلم به، والمنزل عليه، والمخاطب به!
فمن لوى أعناق النصوص لتتوافق مع عقيدته رَاعَى الْمَعْنَى الَّذِي رآه مِنْ غَيْرِ نَظَرٍ إلَى مَا تَسْتَحِقُّهُ أَلْفَاظُ الْقُرْآنِ مِنْ الدَّلَالَةِ وَالْبَيَانِ. وهم قسمان :
الأول : من يَسْلُبُونَ لَفْظَ الْقُرْآنِ مَا دَلَّ عَلَيْهِ وَأُرِيدَ بِهِ. دلّ القرآن –مثلاً- على إثبات الصفات للرب وهم يقولون : لم يدل على هذه الصفة. هذا قسم.
القسم الثاني : من يَحْمِلُونَهُ عَلَى مَا لَمْ يَدُلَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يُرَدْ بِهِ. كمحاولة جعل القرآن دالاً على نظرية ليست محلَّ اتفاق، بل ربما ثبت خلافها بدراسة علميةٍ صحيحة.