هذه هي الحلقة الثالثة عشرة من شرح مقدمة أصول التفسير، أسأل الله تعالى أن يبارك لنا في القرآن الكريم..
يقول الشيخ رحمه الله :" فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ : فَمَا أَحْسَنُ طُرُقِ التَّفْسِيرِ ؟ فَالْجَوَابُ : أَنَّ أَصَحَّ الطُّرُقِ فِي ذَلِكَ: أَنْ يُفَسَّرَ الْقُرْآنُ بِالْقُرْآنِ، فَمَا أُجْمِلَ فِي مَكَانٍ فَإِنَّهُ قَدْ فُسِّرَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَمَا اُخْتُصِرَ مِنْ مَكَانٍ فَقَدْ بُسِطَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ.
نقف اليوم مع هذه العبارة بإذن الله.
أيها المستمع الكريم : هب أنّ هذا الحوارَ جَرى بين عمروٍ وزيد..
قال عمرو لزيد : عندي ثوبٌ قَشيبٌ. والقشيب من الأضداد، يطلق على الجديد، ويطلق على القديم البالي.
فسأله زيد: أيَّ المعنيين تقصد؟ فقال: عندي ثوب جديد. الآن أرشد عمرو إلى مراده. فهل يسوغ لزيد أن لا يصدقَه؟ أم الواجب أن يعتقد أنّ كلمة (قشيب) التي قالها عمرو تحمل على ما أراده؟ لا شك أنّنا نحمل كلام المتكلم على مراده، فالمتكلم أدرى الناس بقصده.
ولهذا أيها الإخوة فإنّ أفضل طرق التفسير أن يُفسر القرآن بالقرآن.. وهذا ما قرره شيخ الإسلام رحمه الله.
ولذا جعله الشيخ هنا أولَ طريق من طرق التفسير. وقال وقال ابن القيم في (التبيان في أقسام القرآن) : إنه من أبلغ التفاسير.
وهنا سؤال مهم.. ما هو تفسير القرآن بالقرآن؟ نريد بياناً لهذا المصطلح ؛ لئلا يُدخل فيه ما سواه.
المراد أن تبين آيةٌ قرانيةٌ آيةً أخرى.