هذه هي الحلقة الرابعة عشرة من شرح مقدمة أصول التفسير، أبدؤوها شاكراً لكم حسن استماعكم ومتابعتكم، سائلاً الله أن ينفع بها وبسابقاتها كلّ من سعى في شيء منها، وأخص بالذكر د. نزار محمد عثمان مدير إذاعة طيبة الذي كان السبب في إقامة هذا البرنامج، نفع الله به، وبارك فيه.
المستمعون الأكارم.. سبق الحديث عن تفسير القرآن بالقرآن، وهو أبلغ طريق للتفسير ؛ لسبب لا شك أنك تعلمه، وهو أنّ المتكلم أدرى بمعنى كلامه من غيره.
وحديثي معكم اليوم أجملة في نقطتين :
الأولى :
هذه بعض أقوال علمائنا تبين مكانة هذا النوع من التفسير..
قال ابن كثير رحمه الله -في تفسير القرآن العظيم -:" فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: إن أصح الطرق في ذلك أن يُفَسَّر القرآن بالقرآن، فما أُجْمِل في مكان فإنه قد فُسِّر في موضع آخر".
وقال الدكتور عبد الله بن أحمد بن علي الزيد في مقدمة مختصر البغوي :" ومن المعلوم أن أحسن طرق التفسير هي تفسير القرآن بالقرآن".
وسبق ذكر كلام ابن القيم، ومن قبله كلام شيخه شيخ الإسلام رحمهما الله في ذلك.
الثانية :
أنّ مصطلح (تفسير القرآن بالقرآن) على نوعين، وسأذكر هنا بالنوعين، وأشفع بذكر أمثلة لهما :
النوع الأول : أن تفسر آيةٌ آيةً أخرى، وهذا هو التطبيق الدقيق لهذا المصطلح.
الثاني : ومنهم من توسع في ذلك فجعل جمع الآيات التي تتحدث عن أمر معين والتي يكتمل بها موضوعٌ واحد يشمل مباحث عديدة، والآيات التي تكرر فيها معنىً واحد وغير ذلك.. جعلوها –توسعاً- من أنواع تفسير القرآن بالقرآن.
والمصطلح الأول تندرج تحته كثير من الأنواع، منها :
النوع الأول : وهو أن تخصص آية آية أخرى.. من أمثلة ذلك :


الصفحة التالية
Icon