ولكن هناك بعض الأحاديث التي فسر بها النبي - ﷺ - آياتٍ لا يجوز أن نتجاوز دلالتها، مثل قوله - ﷺ - في إيضاح :﴿ فاعتزلوا النساء في المحيض ﴾، قال :«اصنعوا كل شيء إلا النكاح» فلا يسوغ أن يُقال : لا ينبغي أن نأكل مع الحائض؛ لقول نبينا - ﷺ - :« اصنعوا كل شيء»، ولا يسوغ أن يُقال : يجوز غشيانها. لقوله - ﷺ - :« إلا النكاح». ولهذا نقف حيث قال رسول الله - ﷺ - لا نتجاوز ذلك.
في هذا القدر كفايةٌ، وفق الله المستمعين الأكارم لكل ما يحبه ويرضاه.
وصلى الله وسلَّم وبارك على نبينا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وأستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله.
الحلقة (١٧)
الحمد لله رب العالمين، وأُصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله أجمعين، أما بعد، المستمعون الأكارم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله أوقاتكم بكل خير.
هذه هي الحلقة السابعة عشرة من شرح مقدمة أصول التفسير، وهي الثالثة في موضوع تفسير القرآن الكريم بسنة النبي - ﷺ -..
ولارتباط ما سبق بهذه الحلقة هذا تذكير بخلاصة ما كان في الحلقتين السابقتين.. فقد سبق تقرير ما يلي :
أنّ السنة حجة كالقرآن الكريم يجب الانقياد لها..
أنّها تبين كتاب الله؛ قال شيخ الإسلام في العقيدة الواسطية :" والسُّنَّةُ تُفَسِّرُ الْقُرْآنَ، وَتُبَيِّنُهُ، وَتَدُلُّ عَلَيْهِ، وَتُعَبِّرُ عَنْهُ" والشيخ أخذها من كلام الإمام أحمد رحمه الله.
تفسر القرآن: هذه واضحة. تبينه: وبيان النبي - ﷺ - للقرآن نوعان : بيان لفظه، وبيان معناه. وقريباً منها في المعنى (تدل عليه) فهي عبارة دائرة في فلك العبارتين الأوليين، وأما معنى (تعبر عنه) أي تأتي بأحكام جديدة.


الصفحة التالية
Icon