الأول: قال تعالى :﴿ يَومَ يَأتِي بَعضُ آيَاتِ رَبِّكَ لا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا ﴾ [الأنعام: ١٥٨]. فسرها النبي - ﷺ - بقوله :« لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون، فيومئذ ﴿ لا يَنفَعُ نَفسًا إِيمَانُهَا لَم تَكُن آمَنَت مِن قَبلُ أَو كَسَبَت فِي إِيمَانِهَا خَيرًا ﴾ » [أخرجه البخاري ومسلم].
الثاني : ورد في الصحيحين من حديث البراء، في تفسير قوله تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ الله الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ فِي الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفِي الآخِرَةِ ﴾. قال - ﷺ - :«إِذَا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ أُتِيَ، ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ ﴾.
وأمثلة ذلك كثيرة جدًّا.
الثاني: البيان الاستنباطي.
وذلك بأن يرد في القرآن الكريم معنىً معين فيذكره النبي - ﷺ -، ويمكن التعرف عليه بأن تأتي إلى معنى جاء في السنة، فتستخرجَ من القرآن ما يدل عليه، وهذا أسلوب لطيف ممن اعتنى به ابن كثير يرحمه الله.
وقد ذكر أحد الفضلاء أنّ بعض طلبة العلم في هذا العصر يحاولون أن يجمعوا كتابًا يشمل كلَّ ما ورد في السنة النبوية مما يعتبر مستخرجًا من القرآن الكريم استنباطًا من النبي - ﷺ -.. ولعلك – أيها الأخ الكريم- تنتظر مني ذكر بعض الأمثلة..