ومن سورة الروم
(غلبت الروم) هم من الروم بن عيص بن إسحاق وكان فيه صفرة فقيل لبنيه بنو الأصفر والذين غلبوهم الفرس ومقدمهم شهريار وملكهم يومئذ ابرويز بن هرمز بن أنوشيروان الذي كتب إليه النبي - ﷺ - يدعوه إلي الإسلام (في أدني الأرض) هو اذرعات وبصري وهي أدني أرض الشام إلي أرض العرب كانت الوقعة هناك قبل الهجرة بخمس سنين وقيل بأربع وقيل بسنة وقيل هو أرض الجزيرة وهي أدني أرض الروم إلي الفارس (في بضع سنين) هي سبع سنين وكان ظهور الروم علي فارس يوم بدر وقيل يوم أحد وقيل يوم الحديبية وهذا الخلاف مرتب علي الخلاف في تقدم غلبة الفرس علي الهجرة (بنصر الله) هو نصر المسلمين علي المشركين يوم بدر أو يوم الحديبية لأنه كان سبب الفتح وقيل هو نصر الروم علي فارس لأن المسلمين يفرحون بذلك لأنهم أهل الكتاب كما فرح المشركين بنصر فارس لأنهم مجوس وقيل هو نصر أبي بكر علي أبي بن خلف في قمارة له علي ذلك وكان جائزاً (طاهراً من الحياة الدنيا) هو العلم بوجوه الكسب والتجارات والبناء والغرس والزراعة أي همهم الدنيا ونظيره قوله تعالي ذلك ذلك مبلغهم من العلم (من أنفسكم أزواجاً) هو جنس الإنسان وقيل من نطفكم وقيل هو حوا من آدم (مودة ورحمة) هو التعاطف ويقل المودة الجماع والرحمة الولد (دعاكم دعوة) هي نفخة البعث ينفخ إسرافيل من صخرة بيت المقدس (المثل الأعلى) الوصف الأرفع والمثل هو الوصف والصفة ومنه مثل الجنة التي وعد المتقون (التي فطر الناس) عليها هو إقرارهم بالربوبية يوم أخذ الميثاق وقيل هم المؤمنون خاصة (من الذين فرقوا بينهم) هم اليهود والنصارى وقيل هم المشركون اتخذ كل قوم منها (وإذا أذقنا الناس) هو عام في الحميع (المضعفون) هم الذين يضاعف حسناتهم إلي العشر وسبع مائة (ظهر الفساد) هو القحط وقلة النبات وقيل الكفر والظلم والعاصي وقطع الطريق (في البر والبحر) أي في أهلهما والبر