تعالى :﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾(١).
المرحلة الثانية : رؤيا فتى السجن الأول.
حين دخل عليه السلام السجن صاحَبَ ذلك أن دخل معه فتيان، ورأى كلٌ منهما رؤيا. قال تعالى:﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَآ إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا ﴾(٢)؛فعبرعليه السلام رؤيا الفتى بأنه سيسقي ربه خمراً، وربه أي" سيده " قال تعالى:﴿ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا﴾ (٣)
واستعملت هذه اللفظة لأنه معروف في اللغة أن يقال للسيد رب(٤). قال الأعشى :
أَذلَلتَ نَفسَكَ بَعدَ تَكرِمَةٍ لَها أَو كُنتَ ذا عَوَزٍ وَمُنتَظِرٍ غَدا
أَم غابَ رَبُّكَ فَاِعتَرَتكَ خَصاصَةٌ فَلَعَلَّ رَبُّكَ أَن يَعودَ مُؤَيَّدا
رَبّي كَريمٌ لا يُكَدِّرُ نِعمَةً وَإِذا يُناشَدُ بِالمَهارِقِ أَنشَدا
المرحلة الثالثة : رؤيا فتى السجن الثاني.
هو الفتى الآخر الذي دخل معه السجن وقص عليه رؤياه التي كان تعبيرها له وقع كبير على النفس البشرية، قال تعالى :
{ يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- يوسف ١٠٠
٢- يوسف ٣٦
٣- يوسف ٤١
٤- الجامع لأحكام القرآن : القرطبي، ت أحمد عبد العليم البردوني، القاهرة، دار الشعب، الطبعة الثانية، ٩/١٩٤