الإسلام من مبادئ وعقائد، ولكل ما أنكره الإسلام من خلق وعادات وآراء زائفة وعقائد وعادات باطلة، لكن مع كل هذا لا نستطيع عد هذه الأمور أغراضاً حين ندرس أغراض القصص القرآني؛ذلك أن هذه الأمور كانت تأتي بين طيات هذه القصص وثناياها، وهي في هذا الوضع أو من هذا الجانب تشبه تماماً تلك الآراء والصور المنثورة التي تأتي أثناء العرض القصصي في كل قصة(١).
الغرض هنا هو القصد الذي نزلت من أجله القصة القرآنية، وهو الذي من أجله بنيت على صورة خاصة وعرضت بأسلوب خاص، وإلى جانب هذه الأغراض نجد الوظيفة التي تؤديها القصة في المجتمع وتخدم بها الحياة والأحياء، وهي وظيفة تؤديها جميع الفنون من موسيقى ومسرح ونحت وتصوير، هذه الوظيفة نستطيع عدها غرضاً عاماً للقصة أدته في المجتمع العربي على اختلاف ألوانه، وعلى ما فيه من مؤيدين ومعارضين(٢)، ونورد فيما يلي أهم وأظهر هذه المقاصد.
١- أولها وأهمها من جهة نظر القرآن نفسه تخفيف الضغط على النبي صلى الله عليه وسلم؛فهذا الضغط كان قوياً وعنيفاً، وكانت أسبابه واضحة جلية؛من كيدٍ للنبي والقرآن والدعوة للإسلام، وهذا أثر بطريقة مباشرة في نفس النبي،
ودفعه إلى أن يضيق صدراً؛فقد قال الله تعالى:﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ
بِمَا يَقُولُونَ﴾(٣)، وقال أيضاً: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ ﴾(٤)، لقد كان لما يقوله الكفار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١- القرآن الكريم هدايته وإعجازه في أقوال المفسرين : محمد الصادق عرجون، ص ٣٧
٢- القرآن نظرة عصرية جديدة :: عبد المنعم الجداوي، القاهرة، دت، ص٦٠
٣- الحجر٩٧
٤- الأنعام ٣٣