والنهوض للقتال وسياسة المعارك قد يكون جماعة إثر جماعة، فصائل وفرقا وسرايا، و١ قد يكون انقضاضا جماعيا تتآزر وتتلاحم فيه كل القوى البشرية والآلية العسكرية.
وقد لا تخلو الجبهة الداخلية من بعض الجبناء والجواسيس ودعاة الهزيمة، فلا يشتركون في القتال، ويفرون من الزحف، ويمالئون الأعداء، ويشيعون الإشاعات الكاذبة المغرضة، ويثبّطون الهمم والعزائم، وهؤلاء ينبغي الحذر منهم كالأعداء تماما، وكشفهم، وتراهم إذا تعرض المجاهدون المخلصون لمصيبة في الحرب كالهزيمة أو القتل مثلا أو تهديم بعض المنشآت والديار، قالوا: أنعم الله علينا حيث لم نكن مع المجاهدين محاربين، وإذا ظفر المجاهدون بنصر وتوفيق في التغلب على العدو، تطلعوا إلى الغنائم، مع أنهم كانوا متجهمين في وجه غيرهم، قاطعين الصلة الطيبة من ود وتعاون مع غيرهم، وكان الواجب عليهم المشاركة في السراء والضراء.
إن أولئك المقاتلين الصامدين أو المرابطين المستعدين للقتال في خطوط الجبهة ينتظرون إحدى الحسنيين: إما النصر والغلبة على الأعداء، وإما الشهادة في سبيل الله، وفي كلا الحالين سوف يؤتيهم الله أجرا حسنا، وثوابا عظيما.
وللمجاهدين الشرف الأعظم إن دافعوا عن حرمات بلادهم، أو قاتلوا من أجل المضطهدين والمستضعفين الذين يتمنون الخروج من البلدة الظالم أهلها، ويستعينون بالله أن يكون لهم وليا ناصرا، يتولى أمورهم ويحمي وجودهم وينصرهم على أعدائهم.
والقتال المشروع في الإسلام ليس قتال الاستعباد والاستعمار والتعدي والظلم والتوسع في الملكية وبسط النفوذ والسيطرة على أسواق العالم، وإنما هو قتال في سبيل الله ولإعلاء كلمة الحق وإنصاف الشعوب والأمم، فالذين آمنوا يقاتلون في سبيل


الصفحة التالية
Icon