وأما دار الآخرة فهي للجزاء من ثواب وعقاب فقط، فلا يقبل فيها إيمان أو إقرار بصدق رسالة القرآن ونبي الإسلام.
موقف المشركين من القرآن الكريم
كان الموقف الرسمي المعلن للمشركين القرشيين من القرآن الكريم هو الرفض والإنكار جملة وتفصيلا، لأنهم قدروا بانضمامهم للإسلام أنهم يفقدون مركز الزعامة والسيادة بين العرب، الذي كانوا يتميزون به في الجاهلية، ولكنهم بهذا الموقف التاريخي كانوا سبّة الدهر، وخسروا برفضهم الدنيا والآخرة، فقد زالت زعامتهم وانتقلت للمسلمين، وكانوا حطب جهنم وبئس المصير، قال الله تعالى:
[سورة الأنعام (٦) : الآيات ٢٥ الى ٢٦]
وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنا عَلى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذانِهِمْ وَقْراً وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٢٥) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ (٢٦)
«١» «٢» «٣» [الأنعام: ٦/ ٢٥- ٢٦].
أبان ابن عباس رضي الله عنهما سبب نزول هاتين الآيتين فقال: إن أبا سفيان ابن حرب، والوليد بن المغيرة، والنّضر بن الحارث، وعتبة وشيبة ابني ربيعة، وأمية وأبيّا ابني خلف استمعوا إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا للنّضر: يا أبا قتيلة، ما يقول محمد؟ قال: والذي جعلها بيته ما أدري ما يقول، إلا أني أراه يحرّك شفتيه يتكلم بشيء، وما يقول إلا أساطير الأولين مثل ما كنت أحدّثكم عن القرون الماضية،
(٢) أكاذيبهم المسطرة في كتبهم.
(٣) يتباعدون عنه. [.....]