بالسجود لآدم أبي البشر عليه السّلام ونبّه على عداوة الشيطان لذرّيّته، فقال سبحانه:
[سورة الأعراف (٧) : الآيات ١١ الى ١٨]
وَلَقَدْ خَلَقْناكُمْ ثُمَّ صَوَّرْناكُمْ ثُمَّ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (١١) قالَ ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (١٢) قالَ فَاهْبِطْ مِنْها فَما يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيها فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (١٣) قالَ أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (١٤) قالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ (١٥)
قالَ فَبِما أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِراطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (١٦) ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمانِهِمْ وَعَنْ شَمائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شاكِرِينَ (١٧) قالَ اخْرُجْ مِنْها مَذْؤُماً مَدْحُوراً لَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْكُمْ أَجْمَعِينَ (١٨)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» [الأعراف: ٧/ ١١- ١٨].
هذا تمجيد وتكريم لا مثيل له للعنصر البشري يتمثّل في إيجاد الله وخلقه للبشر، بدءا من أبينا آدم عليه السّلام من الماء والطين المتحجّر، ثم تصويره في أحسن شكل وتقويم بصورة البشر السّوي، والنّفخ فيه من روح الله، ثم أمر الملائكة بالسجود لآدم سجود تحية وتكريم.
وبادر الملائكة لتنفيذ أمر الله، فسجدوا جميعا لآدم عليه السّلام، إلا إبليس من الجنّ أبى واستكبر وكان من الكافرين الفاسقين الخارجين عن أمر الله. فسئل من قبل الله تعالى: ما منعك من السجود؟ فأجاب معتذرا: إني أنا خير منه، خلقتني من النّار، وخلقته من الطّين، والنّار بما فيها من خاصية الارتفاع والنّور أشرف- في زعمه- من الطين الراكد الخامل، والشريف لا يعظم من دونه. وهذا قياس فاسد باطل، إذ لا يستدلّ بطبائع الأشياء على الأفضلية، وإنما تكون بالمعاني والخواص، لا بالنظر إلى المادّة.
(٢) الأذلاء المهانين.
(٣) أخّرني.
(٤) أضللتني.
(٥) مذموما.
(٦) مطرودا.