[الأنعام: ٦/ ٢٧- ٢٨].
وهذه كالآية في سورة الأعراف التي ذكرناها: قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ أي إنهم ضيّعوا أنفسهم وغبنوها بدخولهم النار وخلودهم فيها، وذهب عنهم ما كانوا يفترون من خبر الشفعاء (أي الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله) قائلين: هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ [يونس: ١٠/ ١٨] فلا يشفعون فيهم، ولا ينصرونهم، ولا ينقذونهم مما هم فيه من العذاب. ولا يتمكّنون من الرجوع للدنيا، لأنهم لو عادوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون، كما أخبر الله جلّ جلاله.
أدلة إثبات الألوهيّة
يتساءل كثير من الناس عن الأدلّة القطعية التي تثبت وجود الله تعالى ووحدانيته في الرّبوبيّة والألوهيّة، لتطمئن النفس البشرية، ويكون الإيمان مستقرّا فيها عن قناعة واطمئنان، لا عن مجرد تقليد وحكايات، واكتفى القرآن العظيم بدليل واحد يدل على وجود الله ووحدانيته، ألا وهو الخلق والإيجاد، والإبداع والأمر النافذ الذي يترتب عليه وجود الأشياء فورا دون تلكؤ ولا تأخّر. وهذا ما نصّت عليه الآية القرآنية التالية:
[سورة الأعراف (٧) : آية ٥٤]
إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (٥٤)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الأعراف: ٧/ ٥٤].

(١) يغطّي النهار بالليل، فيذهب ضوءه.
(٢) يطلب الليل النهار طلبا سريعا.
(٣) إيجاد الأشياء من العدم.
(٤) التدبير والتّصرف كما يشاء.
(٥) تنزه وكثر خيره.


الصفحة التالية
Icon