وحده شرعا وعقلا، لا يوجد إله غيره، وتنزه وتقدس عن الشركاء والنظراء والأعوان والأضداد والأولاد، لا إله إلا هو بحق، ولا رب سواه في الواقع ومقتضى العدل.
ولكن هؤلاء المشركين والكتابيين يريدون أن يطفئوا نور الإسلام، الذي بعث الله به رسوله محمدا، فيضل الناس أجمعون، ويأبى الله إلا أن يتم نوره بتثبيته وحفظه والعناية به وإكماله وإتمامه، ولو كره الجاحدون ذلك بعد تمامه، كما كرهوه حين بدء ظهوره. والجاحد الكافر: هو الذي يستر الشيء ويغطيه.
وأما النور الإسلامي فهو الذي أرسل الله به رسوله بالهدى ودين الحق الذي لا يغيّره ولا يبطله شيء آخر، وهو هدى الله الصادر عن القرآن والشرع المثبت في قلوب الناس، والهدى: هو ما جاء به من الإخبارات الصادقة والإيمان الصحيح والعلم النافع. ودين الحق: هو الأعمال الصحيحة النافعة في الدنيا والآخرة. والله تعالى يريد إعلاء دين الحق على جميع الأديان، ولو كره المشركون ذلك الإظهار، وقد تحقق وعد الله ونصره، كما
ثبت في الصحيح عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إن الله زوي لي الأرض مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زري لي منها».
وإذا كانت اليهودية توصف بالتعصب والانغلاق، والمسيحية بالتسامح والمحبة، فإن أدق وصف يوصف به الإسلام أنه دين الحق والعدل والميزان، الذي لا يتجاوز الواقع، ويوجب الاعتدال في الأمور، والتزام الإنصاف في العقيدة والشريعة والمنهج الأخلاقي والسلوكي.
يتبين مما ذكر أن الله تعالى أراد أن يستمر حبل الرسالات الإلهية ويظل موصولا في البشر، قبل ختم النبوات برسالة خاتم النبيين والمرسلين محمد بن عبد الله، عليهم صلوات الله وسلامه، واستمرار هذا الخير من أجل الإنسان ووحدة الإنسانية، لا للتفرق والاختلاف والتمزق والانقسام.


الصفحة التالية
Icon