المبصر السّامع لكل شيء، لاستفادته بما يرى في الأكوان، ويسمع من القرآن، والسمع والبصر، وسيلتا العلم والهدى، وطريقا تكوين العقل والمعرفة، وإقامة الثقافة الصحيحة التي ترقى بالأمة والمجتمع، وبالوطن والدولة.
قصة نوح عليه السّلام مع قومه
- ١- دعوته ونقاش قومه
أورد الله تعالى في قرآنه مجموعة من قصص الأنبياء السابقين للعظة والعبرة، وتمثيل الأوضاع لقريش وكفار العرب، والاعلام بأن محمدا صلّى الله عليه وسلّم ليس ببدع من الرّسل، وإنما هو كغيره دعا إلى عبادة الله وحده، فعارضه قومه، فناقشهم وجادلهم.
وهذا أنموذج من قصة نوح عليه السّلام أول رسول إلى الناس بدعوة إلهية. أذكر هنا طائفة من القصة، قال الله تعالى:
[سورة هود (١١) : الآيات ٢٥ الى ٣١]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٥) أَنْ لا تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ (٢٦) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما نَراكَ إِلاَّ بَشَراً مِثْلَنا وَما نَراكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَراذِلُنا بادِيَ الرَّأْيِ وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كاذِبِينَ (٢٧) قالَ يا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآتانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوها وَأَنْتُمْ لَها كارِهُونَ (٢٨) وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ (٢٩)
وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٣٠) وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ (٣١)
«١» «٢» «٣» «٤»
(٢) ظاهره دون تعمق.
(٣) أخبروني.
(٤) أي أخفيت عليكم فلم تهدكم.