«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [النّحل: ١٦/ ٦٥- ٦٩].
هذه طائفة جليلة من النعم الإلهية لإثبات أمر الربوبية:
وأولها نعمة المطر التي هي أبين العبر، وهي ملاك الحياة، وفي غاية الظهور، لا يخالف فيها عاقل، فالله سبحانه أنزل المطر من السماء، ليكون سببا لحياة الأرض بإنبات الزرع والشجر والثمر، بعد أن كانت الأرض هامدة غبراء غير منبتة، فهي كالميت، فتصبح كالحي بالمطر منبتة مخضرة مهتزة رابية، وهذا واضح ظاهر، لذا ختمت الآية بقوله سبحانه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ أي إن الأمر لا يحتاج إلى تفكر، ولا نظر قلب، أو تأمل، وإنما يحتاج الإنسان المنبّه إلى أن يسمع القول فقط.
والنعمة الثانية: هي خلق الأنعام، وهي أصناف أربعة: الإبل والبقر والضأن والمعز، ففيها عبرة وعظة دالة على قدرة الله تعالى، ورحمته، ولطفه بعباده، حيث سخر للبشر هذه الأنعام، يستقون من ألبانها الخالصة من الشوائب، والسائغة الشرب في الحلق، دون غصص، وهي غذاء كامل، لذيذ الطعم، سهل الهضم، خلقها الله، أي الألبان مميزة، غير مختلطة بما جاورها من فرث (زبل يملأ الكرش والأمعاء) ودم محيط بها. كما أن في الأنعام فوائد أخرى كثيرة حيث يستفاد من

(١) لعظة ودلالة على قدرة الله.
(٢) أي بطون الأنعام، فالضمير عائد على الجنس، وعلى المذكور، والأنعام: الإبل والبقر والضأن والمعز. [.....]
(٣) الفرث: خلاصة المأكول في الكرش والأمعاء.
(٤) خمرا ثم حرمت بالمدينة.
(٥) أوكارا.
(٦) مما يبني الناس من الخلايا.
(٧) مذلّلة مسهلة.


الصفحة التالية
Icon