«١» [الإسراء: ١٧/ ٩- ١١].
هذه الآيات دعوة صريحة قاطعة مقنعة للناس جميعا، للإيمان بالقرآن الكريم الذي أنزله الله على رسوله، لإنقاذهم من الظلمات إلى النور، وإسعادهم في الدنيا والآخرة، وأسباب هذه الدعوة ثلاثة:
أولا- إن القرآن الكريم يرشد ويدعو للحال والطريقة التي هي أقوم وأصلح، وأسدّ وأحكم، وهي الدين القويم، وملة التوحيد الخالص لله: (لا إله إلا الله) والأقوال والأفعال السديدة الرشيدة.
ثانيا- إن القرآن العظيم ذو هدف إصلاحي جذري في الحياة الإنسانية، فهو يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات من فرائض ومندوبات وأعمال خيّرة، يبشرهم بالثواب العظيم أو الأجر الكبير وهو الجنة يوم القيامة، جزاء عملهم. وعمل الصالحات إنما هو لكمال الإيمان، وترجمة المصداقية والانسجام مع العقيدة.
ثالثا- إن القرآن المجيد ينذر الذين لا يصدقون بوجود الله وتوحيده، ولا بوجود البعث والآخرة، والثواب والعقاب، ينذرهم بالعذاب الشديد الموجع أو المؤلم، جزاء ما قدموا من سوء الاعتقاد وفساد الأعمال.
فيكون للقرآن هدف إيجابي وسلبي معا في آن واحد، فهو يبشر المؤمنين العاملين عملا صالحا بالجنة، وينذر الكافرين بالعذاب الأليم، وفي هذا التوجه المزدوج مسرّة لأهل الإيمان، ووعيد للكفار والعصاة.
ولكن الإنسان ظالم لنفسه عادة، ويتعجل النتائج، مما استدعى أن تكون هذه

(١) أعتدنا: معناه أحضرنا وأعددنا.


الصفحة التالية
Icon