«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [الإسراء: ١٧/ ١٠١- ١٠٤].
في معرض جواب المشركين عن اقتراحهم ومطالبتهم بالآيات التعجيزية، قال الله تعالى: وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ.. أي: لقد أمددنا موسى عليه السلام، وأعطيناه تسع آيات بينات، أي دلائل قاطعة على صدق نبوته، وتصديقه فيما أخبر به، حين أرسلناه إلى فرعون وقومه، فلم يؤمنوا بها، فاسأل أيها النبي محمد بني إسرائيل المعاصرين لك كعبد الله بن سلام وصحبه سؤال تأكد وتوثق، حين جاءهم موسى بتلك الآيات، فقال له فرعون: إني لأظنك يا موسى مسحورا، أي سحرك الناس، فكلامك مختل، وما تأتي به غير مستقيم، وصرت مختلط العقل.
قال موسى لفرعون: لقد علمت علم اليقين أن هذه الآيات التسع ما أنزلها خالق السماوات والأرض إلا طرائق يهتدى بها وحججا وأدلة على صدق ما جئتك به، فهي تهدي الإنسان إلى الطريق الحق، وأنها من عند الله، لا من عند غيره.
وإني لأظنك يا فرعون مغلوبا مهلكا. وهذا رد مفحم على اتهام فرعون موسى بأنه قد سحر، ففسد نظره وعقله وكلامه، ومضمون الرد: أن موسى يعلم آيات الله تعالى، وأنه ليس بمسحور، بل محرّر لما يأتي به.
فأراد فرعون أن يستفزهم، أي أن يخرج موسى وقومه بني إسرائيل من أرض مصر
(٢) أي طرائق يهتدى بها، وبينات.
(٣) المثبور: المهلك.
(٤) يستخفهم.
(٥) أي جمعا مختلطا قد لفّ بعضه ببعض، فلا تمييز بين القبائل.