[سورة الكهف (١٨) : الآيات ٩ الى ١٥]

أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كانُوا مِنْ آياتِنا عَجَباً (٩) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقالُوا رَبَّنا آتِنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنا مِنْ أَمْرِنا رَشَداً (١٠) فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَداً (١١) ثُمَّ بَعَثْناهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى لِما لَبِثُوا أَمَداً (١٢) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْناهُمْ هُدىً (١٣)
وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ إِذْ قامُوا فَقالُوا رَبُّنا رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلهاً لَقَدْ قُلْنا إِذاً شَطَطاً (١٤) هؤُلاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلا يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً (١٥)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» [الكهف: ١٨/ ٩- ١٥].
تعجب المشركون وغيرهم من قصة أصحاب الكهف، وسألوا عنها الرسول صلّى الله عليه وسلّم على سبيل الامتحان، فذكر الله تعالى: أم حسبت، أي بل أحسبت، إضرابا عن الحديث الأول، واستفهاما عن الثاني، أطننت أنهم كانوا من آياتنا العجاب فقط، فلا تحسبن ذلك، فإن آياتنا كلها ذات عجب، فليست قصة أصحاب الكهف وإبقاء حياتهم في حال النوم مدة طويلة، أعجب من حال الدنيا، فإن من قدر على تزيين الأرض، ثم جعلها ترابا، وعلى خلق السماوات والأرض ثم إبادتها، قادر على كل شيء، ومن قدرته أن يحفظ طائفة من الناس من دون طعام وشراب زمانا معلوما.
اذكر أيها الرسول حين لجأ فتية إلى الكهف، وهم الذين فروا من قومهم بدينهم، وكانوا من الروم على دين عيسى عليه السلام، هربوا لئلا يفتنوهم عن دين التوحيد، ودخلوا في غار جبل، ليختفوا عن قومهم عبدة الأصنام، فقالوا حين ولجوا إلى الغار المتسع طالبين الرحمة واللطف: ربنا هب لنا من عندك رحمة ترحمنا بها، وتسترنا عن
(١) النّقب المتسع في الجبل وإلا فهو غار.
(٢) الرقيم: لوح حجري كتبت فيه أسماؤهم وأنسابهم. أو هو الوادي بين عسفان وأيلة في رأس خليج العقبة.
(٣) التجؤوا هربا.
(٤) اهتداء إلى الحق.
(٥) أيقظناهم. [.....]
(٦) مدة.
(٧) أي أنمناهم نوما عميقا ثقيلا بحيث لا يسمعون.
(٨) أي قولا ذا شطط، أي إفراطا في الكفر إن دعونا إلها غير الله على سبيل الافتراض.


الصفحة التالية
Icon