بمكارم الأخلاق. وفعل الخير يشمل التكاليف كلها، والأمر بها لتفلحوا وتفوزوا بما عند الله من الثواب والرضوان.
وحفاظا على جماعة الإيمان، جاهدوا في سبيل نصرة دين الله، ومن أجل إرضاء الله، جهادا حقا خالصا لوجهه الكريم، والجهاد ثلاثة أنواع: جهاد النفس والهوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الأعداء، ويكون الجهاد باللسان والنفس والمال.
أخرج الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم».
وأسباب الجهاد ثلاثة:
أولا- إن الله تعالى اجتباكم واختاركم أيها المسلمون من بين سائر الأمم للقيام بهذه المهمة السامية، وخصكم بأكرم الرسل، علما بأنه تعالى لم يجعل الدين ضيقا حرجا شاقا، وإنما جعله سهلا يسيرا، فلم يكلفكم ما لا تطيقون، وإنما الجهاد لرد الاعتداء أمر ميسور، تقتضيه ضرورات الدفاع عن الوجود والحرمات والكرامات، والديار والأوطان، والعقيدة والشريعة الحق.
ثانيا- جعل الله ملتكم هي كملة إبراهيم الخليل أبيكم العظيم، وهي ملة الحنيفية السمحة، القائمة على التوحيد ونبذ الشرك والوثنية.
ثالثا- إن الله تعالى أو إبراهيم الخليل هو الذي سماكم المسلمين، أي المنقادين لأمر الله، من قبل أي في الكتب القديمة، وفي هذا أي في القرآن، والراجح أن الضمير في قوله سبحانه: هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ يعود إلى الله تعالى، بدليل قوله:
وَفِي هذا أي في القرآن، فهذه اللفظة تضعف قول من قال: الضمير لإبراهيم.
وهذه التسمية تؤول وتكون عاقبتها أن تتصف أمة الإسلام بالوسطية والاعتدال، عند جميع الأمم، فتتأهل أن يكون الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم شهيدا على أمته بتبليغها ما