«١» [المؤمنون: ٢٣/ ٥٧- ٦٢].
تضمنت هذه الآيات صفات المسارعين في الخيرات أي المبادرين إلى فعل الخيرات، وأبانت بعدئذ حكمين من أحكام الأعمال. أما صفات أهل الخير فهي أربع:
١- خشية الله تعالى: فهم الذين يخافون من عذاب ربهم، يشفقون من الوقوع في شدة العذاب. والإشفاق: أبلغ التوقع والخوف، ويبتدئ الإشفاق من عذاب الله.
فكلمة «من» في قولنا هذا: «من عذاب الله» لابتداء غاية. والوجل في قوله تعالى:
وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ بمعنى الإشفاق والخوف.
٢- الإيمان بالآيات الإلهية: فهم الذين يصدقون تصديقا تاما لا شك فيه بآيات الله الكونية والدينية القرآنية. أما الآيات الكونية: فهي المتعلّقة بالكون الدالة على وجوب النظر والتأمل، كإبداع السماوات والأرض وخلق الإنسان والحيوان والنبات، وأما الآيات الدينية القرآنية: فهي المتعلقة بأخبار الأنبياء كخبر زكريا ويحيى وخبر مريم وابنها عيسى عليهم السلام، أو المتعلقة بالشرائع والأحكام، فكل ما أمر الله به فهو محبوب له راض عنه، وكل ما نهى عنه فهو مكروه له ومعيب.
٣- تجنب الشرك: فهم الذين لا يعبدون مع الله إلها آخر، بل يوحدونه ويعظمونه، ويعتقدون بوحدانية المطلقة: «لا إله إلا الله» ولا يقدسون سواه، جل جلال الله.
والجمع بين ضرورة الإيمان بآيات الله ورفض الشرك، يوجب أمرين هما: توحيد

(١) قدر طاقتها من الأعمال.


الصفحة التالية
Icon