بلغ أقصى الغاية، فهم لم يجسروا على هذا القول إلا لأنهم بلغوا غاية الاستكبار وأقصى العتو. وقوله عَتَوْا معناه: صعبوا على الحق واشتدوا. وهم في الواقع والحقيقة لن يؤمنوا، كما جاء في آية أخرى: وَلَوْ أَنَّنا نَزَّلْنا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتى وَحَشَرْنا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا ما كانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللَّهُ [الأنعام: ٦/ ١١١].
أهوال القيامة
مهما حاول الإنسان، على الرغم من أخبار القرآن الغيبية أن يتصور أهوال يوم القيامة، وما يتعرض له من المخاوف والأحداث الجسمية، فإنه لن يستطيع إدراك الواقع الرهيب الذي يقرع النفس ويرهب القلب، ويحير أرباب الفكر والعقول، لأن دور الملائكة الشداد في العذاب، وظهور الغمام، وتغير معالم الكون فوق كل تصور.
وحينئذ يكون المجرمون والظالمون في بأس شديد، وندم عظيم، ويكون أهل الجنة في خير مقام، وأحسن مكان. وهذا ما نراه واضحا في الآيات التالية:
[سورة الفرقان (٢٥) : الآيات ٢٢ الى ٢٩]
يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (٢٢) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (٢٣) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (٢٤) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (٢٥) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (٢٦)
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (٢٧) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (٢٨) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (٢٩)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» [الفرقان: ٢٥/ ٢٢- ٢٩].
(٢) كالهباء (كالذرات المرئية في ضوء الشمس).
(٣) مفرّقا.
(٤) مكان قيلولة وراحة. [.....]
(٥) تتفتح.
(٦) السحاب الأبيض الرقيق.
(٧) طريقا للهدى أو النجاة.
(٨) كثير الترك لمن يواليه.