[سورة الشعراء (٢٦) : الآيات ١٠ الى ٢٢]

وَإِذْ نادى رَبُّكَ مُوسى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠) قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلا يَتَّقُونَ (١١) قالَ رَبِّ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (١٢) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلا يَنْطَلِقُ لِسانِي فَأَرْسِلْ إِلى هارُونَ (١٣) وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخافُ أَنْ يَقْتُلُونِ (١٤)
قالَ كَلاَّ فَاذْهَبا بِآياتِنا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ (١٥) فَأْتِيا فِرْعَوْنَ فَقُولا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٦) أَنْ أَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ (١٧) قالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ (١٨) وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكافِرِينَ (١٩)
قالَ فَعَلْتُها إِذاً وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ (٢٠) فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١) وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّها عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ (٢٢)
«١» »
«٣» «٤» [الشّعراء: ٢٦/ ١٠- ٢٢].
التقدير في بدء الكلام: واذكر إذ نادى ربّك موسى، وسوق هذه القصة تمثيل لكفار قريش لتكذيبهم محمدا صلّى الله عليه وسلّم، وإيناس للنّبي صلّى الله عليه وسلّم عما يلقاه من صدود قومه وتكذيبهم له. والمعنى:
اذكر أيها الرسول لقومك حين نادى الله موسى من جانب الطور الأيمن بالوادي المقدس طوى، وناجاه، وجعله رسولا، وأمره بالذهاب إلى فرعون وملئه الظّالمين أنفسهم بتأليه فرعون، واستعباد بني إسرائيل، وقال له: قل لهم: ألا يتقونني ويخافون انتقامي في الآخرة؟! والعبارة: أَلا يَتَّقُونَ جمعت بين معنى نفي التقوى عنهم، وأمرهم بالتقوى.
فقال موسى مجيبا ربّه: يا ربّ، إني أخشى تكذيبهم لي، فأقع في ضيق الصدر، وعدم انطلاق اللسان، تألّما بما يعملون، فاجعل معي أخي هارون رسولا نبيّا مثلي، يعينني ويؤازرني، وكان هارون عليه السّلام وزيرا فصيحا، واسع الصدر.
ثم أبدى موسى مخاوفه من فرعون وقومه، ومنها خوف القبط من أجل ذنبه، وهو
(١) أن: إما مفسّرة لا موضع لها من الإعراب، بمنزلة (أي) أو مصدرية في موضع نصب.
(٢) الجاحدين لنعمتي.
(٣) أي من المخطئين، أو من الجاهلين، وليس من الكافرين.
(٤) اتّخذتهم عبيدا لك.


الصفحة التالية
Icon