إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فيبادروا إلى اتّباع النّبي محمد صلّى الله عليه وسلّم والإقرار بدعوته ورسالته، قال الله تعالى مذكّرا بدعوة نبي قديم من العرب ألا وهو صالح عليه السّلام:
[سورة النمل (٢٧) : الآيات ٤٥ الى ٥٣]
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا إِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذا هُمْ فَرِيقانِ يَخْتَصِمُونَ (٤٥) قالَ يا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٤٦) قالُوا اطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧) وَكانَ فِي الْمَدِينَةِ تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلا يُصْلِحُونَ (٤٨) قالُوا تَقاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ ما شَهِدْنا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصادِقُونَ (٤٩)
وَمَكَرُوا مَكْراً وَمَكَرْنا مَكْراً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (٥٠) فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْناهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ (٥١) فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥٢) وَأَنْجَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (٥٣)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» [النّمل: ٢٧/ ٤٥- ٥٣].
هذه الآيات على جهة التشبيه أو التمثيل بالأمثال الغابرة لقريش، مفادها: وتالله لقد بعثنا إلى قبيلة ثمود العربية في ديار الحجر أخاهم في النّسب والقبيلة بأن اعبدوا الله وحده لا شريك له، فانقسموا فريقين متخاصمين: فريق مؤمن مصدّق برسالته، وفريق مكذّب بما جاء به من عند ربّه.
فقال صالح عليه السّلام: يا قومي، لم تتعجّلون نزول العذاب قبل أن تطلبوا من الله رحمته أو ثوابه إن عملتم بما دعوتكم إليه وآمنتم به. هلا تطلبون من الله المغفرة، وتتوبون إليه من كفركم، لكي يرحمكم ربّكم، لأنه إذا نزل العذاب لم تنفعكم التوبة.
فأجابه قومه قبيلة ثمود بغلظة وشدّة: لقد تشاءمنا منك وممن آمن معك، ولم نر خيرا فيكم أو من جهتكم، قال صالح عليه السّلام: شؤمكم وتفاؤلكم من شرّ أو
(٢) شؤمكم عملكم.
(٣) أي تمتحنون أو تختبرون. [.....]
(٤) تسعة أشخاص من الرؤساء.
(٥) تحالفوا بالله.
(٦) لنقتلنّهم ليلا فجأة.
(٧) هلاكهم.
(٨) أهلكناهم.
(٩) خالية خربة.