الرابعة: المرأة الواهبة نفسها للنبي بغير مهر، إن رغب النبي في الزواج بها، والزواج بلفظ الهبة خصوصية للنبي دون المؤمنين هذه خصوصيات للنبي، وقد علم الله حكم ما أحل من النساء لبقية المؤمنين من الزوجات والمملوكات المسبيات. وإباحة هؤلاء النساء لك أيها النبي لدفع الحرج والمشقة عنك، ولتتفرغ لتبليغ رسالتك، وكان الله وما يزال واسع المغفرة لك وللمؤمنين والمؤمنات، ما لا يمكن التحرز عنه، ورحيما بك وبالمؤمنين، بدفع الحرج والمشقة، وترك العقاب على ذنب تابوا عنه.
وسبب نزول هذه الآية: هو ما
أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن ابن عباس عن أم هانئ قالت: خطبني رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فاعتذرت إليه، فعذرني، فأنزل الله: إِنَّا أَحْلَلْنا لَكَ.. إلى قوله: اللَّاتِي هاجَرْنَ مَعَكَ فلم أكن أحلّ له، لأني لم أهاجر.
وخير الله نبيه في القسم بين الزوجات دون إلزام، فلك أن تؤخر المبيت عند من تشاء من زوجاتك، أي هذه الأصناف كلها، وتبيت مع من تشاء، لا حرج عليك من ترك القسم لهن، ومن طلبت إلى المبيت معك ممن تركت البيتوتة معهن، فلا إثم ولا حرج عليك في ذلك، كل ذلك أقرب إلى سرورهن وقرة أعينهن، وعدم حزنهن، ورضاهن كلهن بما تفعل، دون قلق ولا عتاب، والله تام العلم بالميل لبعضهن دون بعض، من غير اختيار، وكان الله وما يزال شامل العلم تام الحلم، فلا يعاجل المذنب بعقاب، حتى يتوب.
نزلت هذه الآية كما أخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أنها كانت تقول: أما تستحي المرأة أن تهب نفسها!! فأنزل الله: تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ.. الآية، فقالت عائشة: أرى ربك يسارع لك في هواك.
وبما أن ملك اليمين نادر، فإن نساء النبي سررن بسبب تحريم بقية النساء على


الصفحة التالية
Icon