لخير نفسه، ومن حاد عن الحق وتنكر له، فضلاله على نفسه، ووباله على ذاته، وما أنت أيها الرسول بموكل على الناس أن يهتدوا ولا يمكنك حملهم على جادة الهداية، وإنما عليك إبلاغ الرسالة. ومن المعلوم أن إنزال القرآن هو أول مظاهر قدرة الله وفضله وتوحيده.
والمظهر الثاني: أن الله تعالى هو الحاكم المطلق على الناس بالموت، فهو الذي يقبض الأرواح من طريق الملائكة حين انتهاء آجال أصحابها، وهي الوفاة الكبرى، فيمسك تلك الأرواح، أي لا يردها إلى الجسد الذي كانت فيه، ويرسل روح النفس الأخرى التي نامت إلى أجسادها حين اليقظة، بأن يعيد إليها إحساسها، ويبقيها على قيد الحياة، إلى أجل معين: هو وقت الموت. إن في ذلك التوفي التام، وإرسال الروح مرة أخرى لعلامات باهرة على قدرة الله ووحدانية، من قوم يتفكرون ويتأملون في ذلك. أما الروح فلا يعلم حقيقتها إلا الله، ولا سلطان عليها لأحد غير الله، لا بتحضير الأرواح أو التنويم المغناطيسي ولا بغير ذلك: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي [الإسراء: ١٧/ ٨٥].
بل اتخذ المشركون من دون الله آلهة شفعاء تشفع لهم عند الله؟ لا ينبغي لهم ذلك، وقل لهم أيها النبي للرد عليهم: كيف تتخذون تلك الأصنام شفعاء لكم، وهم لا يملكون شفاعة ولا غيرها، ولا يعقلون شيئا من شفاعة ولا غيرها، ولا تدرك تلك الأصنام شفعاء لكم، وهم لا يملكون شفاعة ولا غيرها، ولا يعقلون شيئا من شفاعة ولا غيرها، ولا تدرك تلك الأصنام أن الناس يعبدونها. وقل أيضا يا نبي الله: إن الله تعالى هو مالك جميع أنواع الشفاعة، وليس لأحد منها شيء فالله هو مالك جميع السماوات والأرض وكل ما يحدث فيهما، ثم إليه مصائر جميع الناس بعد البعث، فيحاسبهم على جميع أعمالهم، وفي هذا تهديد ووعيد لمن يعتمد على غير الله في أي شيء.
ومن قبائح المشركين: إذا ذكر الله وحده، وأنه لا إله سواه، انقبضوا وانزعجوا،