«١» «٢» «٣» [فصلت: ٤١/ ١٣- ١٨].
هذه الآيات من أشد الإنذارات الإلهية لعبدة الأوثان في مكة حين نزول الوحي، ومضمونها: فإن أعرضت قريش والعرب الذين دعوتهم أيها النبي إلى توحيد الله تعالى، عن الإيمان برسالتك وعن هذه الآيات البيّنات، فأعلمهم بأنك تحذرهم من إصابتهم بمثل العذاب الذي أصاب الأمم التي كذبت، كما يكذّبون الآن، وأنهم سيتعرضون لصواعق العقاب والهلاك، كما حدث لعاد قوم هود، وثمود قوم صالح.
وذلك حين أتتهم الرسل المتقدمون في الزمان وبعد اكتمال أعمارهم، والذين بلّغوهم رسالات الله، وأمروهم بعبادة ربهم وحده لا شريك له، فكذبوهم وقالوا لرسلهم: لو شاء ربنا إرسال الرسل، لأرسل إلينا ملائكة، لا بشرا مثلنا، فإنا بما أرسلتم به أيها الرسل جاحدون منكرون، فلا نتبعكم. وقوله تعالى: مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ أي تقدموا في الزمان، وقوله: وَمِنْ خَلْفِهِمْ أي بعد اكتمال أعمارهم، وتقدم وجودهم في الزمن.
ثم فصّل الله تعالى ما حل بقوم عاد وثمود، فأما قوم عاد في الأحقاف في شمال حضرموت من اليمن، فإنهم طلبوا وآثروا ساحة التكبر ووضعوا أنفسهم فيه بغير حق، بل بالكفر والمعاصي، واغتروا بأجسادهم والنعم عليهم، وقالوا: لا أحد
(٢) أي مشؤومات.
(٣) أي الهوان. وأما عذاب الخزي فهو عذاب الذل.