وإذا لم يتأمل الناس ولا سيما العلماء بآفاق السماوات والأرض وأسرار الأنفس، كفى بالله شاهدا على أفعال عباده وأقوالهم، من الكفار وغيرهم، وكفى بالله شاهدا على صدق القرآن وأنه من عند الله.
ثم كشف الله تعالى سبب عناد المشركين: وهو أنهم في الواقع في شك خطير من أمر البعث والحساب، والثواب والعقاب، ولا قيمة لهذا الموقف المعادي، فإن الله تعالى أنذر وبشّر، وأبلغ وأقنع، وأحاط علمه بجميع المعلومات، وشملت قدرته جميع المقدورات، والمخلوقات كلها تحت قدرته وفي قبضته، والأحداث جميعها في تصرفه وعلمه وتدبيره، فبإظهار الله تعالى شرعه ودينه في كل مكان، وفتح البلاد للنبي عليه الصلاة والسّلام، يتبين لهم أنه الحق، وتوّج كل هذا بوعد الله تعالى نبيه عليه الصلاة والسّلام أنه كافيه وناصره ومدبر أموره كلها، وفي هذا الوعد بإحاطة الله لكل شيء: وعيد للكفار أيضا. وإحاطته تعالى: هي بالقدرة والسلطان، وقد تحقق الوعد والوعيد مع مرور الزمان.