«١» [الجاثية: ٤٥/ ١٢- ١٥].
هذه باقة مزدهرة من أفضال الله ونعمه العديدة وهي:
- أن الله تعالى هو الذي ذلّل لكم البحر لجريان السفن فيه بإذنه وتيسيره، وللاتّجار والتّكسّب بين الأقطار، وللصيد، ولاستخراج الدّر واللؤلؤ والمرجان وغيرها من أعماق البحار، وللسفر للحج والجهاد وغيرهما، وليكون ذلك موجبا للشكر على هذه النّعم بسبب هذا التسخير والتيسير، وتحقيق المنافع لبني آدم.
وهذه آية عبرة في جريان السفن في البحر، لأن الله تعالى سخّر هذا المخلوق العظيم لهذا المخلوق الضعيف. وقوله بِأَمْرِهِ أناب القدرة والإذن مناب أن يأمر البحر والناس بذلك. والابتغاء من فضل الله تعالى: هو بالتجارة في الأغلب.
وتسخير البحر بثلاثة أشياء: توفير الرياح المساعدة على سير السفن، أو التمكين من اختراع الطاقة الكهربائية والذّرية والفحم وغير ذلك، وقدرة تحمّل الماء لمئات الأطنان والآلاف، التي قد تزيد حمولة السفينة فيها على نصف مليون طن، وإبقاء الخشب والحديد طافيا على وجه الماء دون إغراق.
- وذلّل لكم أيضا جميع ما في السماوات من شمس وقمر، وكواكب ونجوم، ومجرّات ورياح، وملائكة وغيرها، وجميع ما في الأرض، من جبال وبحار وأنهار، ورياح وأمطار، ومنافع أخرى، فضلا منه ورحمة، إن في ذلك التسخير لدلالات واضحات على قدرة الله عزّ وجلّ وتوحيده وفضله، لقوم يتفكرون فيها، ويستدلّون بها على التوحيد.