«١» «٢» «٣» «٤» «٥» [ق: ٥٠/ ١- ١١].
افتتح الله السورة بحرف ق للتنبيه لأهمية ما بعده، وأكثر ما يأتي بعد الحروف الأبجدية أو حروف المعجم الإشارة للقرآن، لبيان الإعجاز القرآني وتحدي العرب للإتيان بمثله، ما دام متكونا من حروف لغتهم التي ينطقون بها ويكتبون.
ثم أقسم الله تعالى بالقرآن الممجّد المعظم الرفيع الكثير البركة والخير، أنك يا محمد جئتهم منذرا بالبعث، وجواب القسم محذوف دل عليه ما بعده: وهو إثبات النبوة والمعاد.
هؤلاء كفار قريش تعجبوا لأن جاءهم رسول منهم ينذرهم بالبعث، فقالوا: هذا شيء يدعو للعجب: وهو أن ينذرهم رجل منهم، معروف بالأمانة والصدق والعدل.
وشبهة تعجبهم: أنبعث ونرجع أحياء إذا متنا وتفرقت أجزاؤنا في الأرض، وصرنا ترابا منثورا، وعظاما بالية؟ ذلك البعث رجوع مستبعد عقلا، لأنه في عقلهم المحدود والضعيف غير ممكن وغير مألوف عادة. وقوله: بَلْ عَجِبُوا معناه قد عجبوا والضمير عند جمهور المتأولين: هو لجميع الناس، مؤمنهم وكافرهم. أما المؤمنون فنظروا واهتدوا، وأما الكافرون فبقوا على عمايتهم.
فرد الله تعالى عليهم مبينا مدى قدرته على البعث وغيره، بقوله: لقد علمنا علما متيقنا ما تنقص، أي تأكل الأرض من أجسادهم حال البلى، ولا يخفى علينا شيء
(٢) منصوب على المصدر بفعل مضمر.
(٣) طوالا عالية.
(٤) ثمر منضود متراكب على بعضه.
(٥) منصوب على المصدر. [.....]