«١» «٢» «٣» [الواقعة: ٥٦/ ٤١- ٥٦].
هذا بيان جزاء أصحاب الشمال وبيان سببه الموجب له، أصحاب الشمال، وما أدراك ما هم؟ وأي شيء هم فيه، وأي صفة لهم حال تعذيبهم في الآخرة؟ وهذا فيه معنى اللوم وتعظيم المصاب. هم في ريح يابسة، لا بلل معها، شديدة الحرارة، ويشربون الماء المغلي، ويتظلّلون بدخان جهنم الشديد السواد، ليس باردا كالظلال الباردة عادة، ولا حسن المنظر ولا نافعا، وكل ما ليس فيه خير، فهو ليس بكريم، أي ليس للظلال صفة مدح، فهو سيّئ الصفة، وهم فيه مهانون.
وأصحاب الشمال: مبتدأ، وقوله: ما أَصْحابُ الشِّمالِ مبتدأ وخبر، والجملة منهما خبر المبتدأ الأول.
وأسباب هذا العذاب ثلاثة أشياء:
أنهم كانوا في الدنيا مترفين، أي يتنعمون في سرف وتخوض، وكانوا يصرّون على الذنب العظيم، وهو الشّرك والوثنية، وكانوا ينكرون البعث، فيقولون: كيف نبعث بعد الموت، وبعد الصيرورة ترابا وعظاما بالية أو نخرة؟
والمترف: المنعم في سرف وخوض في الباطل. ويصرّون: معناه يعتقدون اعتقادا لا ينوون عنه إقلاعا. والحنث: الإثم، ومنه حديث البخاري ومسلم وابن ماجه والنّسائي وأحمد: «ما من مسلمين يموت لهما ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث، إلا كانوا لهما حصنا حصينا من النار» «٤». أي لم يبلغوا الحلم الذي يتعلق به السؤال عن الآثام.
(٢) الماء المغلي.
(٣) الإبل العطاش. [.....]
(٤) فقيل: يا رسول