«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» [الحاقّة: ٦٩/ ٢٥- ٣٧].
المعنى: أما الشّقي الذي أعطي كتابه بشماله أو من وراء ظهره، فيقول حزنا وكربا لما رأى من سوء عمله وعقيدته: يا ليتني لم أعط كتابي. ولم أعلم شيئا عن حسابي، لأن كله وبال علي، ليت الموتة التي متّها في الدنيا كانت القاطعة نهاية الحياة، ولم أبعث بعدها، أي ليتها لم يكن بعدها رجوع ولا حياة، فهو يتمنى دوام الموت وعدم البعث، لما شاهد من سوء عمله، وما يجابهه في الآخرة من العذاب.
جمعت الآيات بين مقابلة العذاب النفسي بتمنّي عدم تلقّي الكتاب، وبين الشعور بالعذاب الجسدي، حين تمنّي الموت، ولم يكن شيء في الدنيا أكره إليه منه، كما قال قتادة.
ويضيف الكافر قائلا: ما أفادني مالي شيئا، ولم يدفع عني شيئا من عذاب الله تعالى، وذهب منصبي وجاهي وملكي وحجتي، والسلطان: هو الحجة، على الراجح، فلم يدفع عني العذاب. قال ابن عطية: والظاهر عندي أن سلطان كل أحد: هو حاله في الدنيا من عدد وعدد، ومنه
الحديث: «لا يؤمنّ الرجل في سلطانه، ولا يجلس على تكرمته إلا بإذنه» «٨».
هؤلاء الذين يؤتون كتبهم بشمائلهم: هم المخلّدون في النار، أهل الكفر، فيتمنون

(١) القاطعة لحياتي، فلم أبعث، إشارة إلى موته في الدنيا.
(٢) شدّوه في الأغلال.
(٣) أدخلوه في نار جهنم. [.....]
(٤) مبلغ كيلها أو طولها سبعون ذراعا، المراد أنها طويلة، وهي ذراع الملك.
(٥) صديق.
(٦) ما يسيل من صديد أهل جهنم.
(٧) الآثمون.
(٨) أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنّسائي وابن ماجه، وأحمد في مسنده، عن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه.


الصفحة التالية
Icon