تذكير نوح بأدلة وحدانية الله وموقف القوم منه
لم يدع نوح عليه السّلام دليلا إلا استدلّ به لقومه على وجود الله ووحدانيته وقدرته، من خلق السماوات والأرض، وخلق الناس، وإنبات النبات، ولكنهم قوم أغبياء وحمقى، فأصرّوا على ملازمة عبادة الأصنام والضلال والإضلال، فهدّدهم الله تعالى، وألهم نوحا الدعاء عليهم وعلى ذرّيتهم، وطلب المغفرة له ولوالديه ولأهل الإيمان وإهلاك الظالمين المشركين، وذلك في الآيات الآتية:
[سورة نوح (٧١) : الآيات ١٥ الى ٢٨]
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (١٦) وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩)
لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (٢٠) قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَساراً (٢١) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً (٢٢) وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلالاً (٢٤)
مِمَّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْصاراً (٢٥) وَقالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً (٢٦) إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً (٢٧) رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَلا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَباراً (٢٨)
«١» «٢» «٣» «٤» «٥» «٦» «٧» «٨» «٩» «١٠» «١١» [نوح: ٧١/ ١٥- ٢٨].
الآيات الأولى تبيّن أنواع الدلائل على وحدانية الله وقدرته: ألم تنظروا فوقكم كيف خلق الله السماوات المتطابقة بعضها فوق بعض، وجعل القمر في السماوات منوّرا لوجه الأرض، من غير حرارة، وجعل الشمس مصدر الضوء كالسّراج: وهو المصباح المضيء الذي يزيل ظلمة الليل، وينشر الحرارة والدّفء.
(٢) مصدر إضاءة كالسّراج.
(٣) أنشأكم.
(٤) ممهدة منبسطة.
(٥) واسعة.
(٦) كبيرا للغاية.
(٧) أسماء أصنامهم، وكانت في الأصل أسماء رجال صالحين في قومهم. [.....]
(٨) من أجل خطاياهم.
(٩) أحدا في دار.
(١٠) شديد الفجور والكفر.
(١١) هلاكا.