لابتغاء رضوان الله وحده، ورجاء ثوابه، دون منّ عليكم، ولا ثناء من الناس، ولا طلب جزاء أو مقابل منكم أو من أحد، بل هو خالص لوجه الله تعالى.
إننا مع طلب رضوان الله سبحانه نخاف من أهوال يوم تعبس فيه الوجوه من هوله وشدّته، صعب شديد الهول والخطر، وشديد الظلمة.
فجازاهم الله تعالى على إخلاصهم أنه دفع عنهم شرّ ذلك اليوم العبوس، وآمنهم من مخاوفه، وأعطاهم نضرة في الوجوه، وسرورا في القلوب، لطلبهم رضوان الله تعالى.
وكافأهم بسبب صبرهم على التكاليف الشرعية جنة يدخلونها، وحريرا يلبسونه، أي أعطاهم أو منحهم منزلا رحبا، وعيشا رغيدا، ولباسا جميلا حسنا. وذلك كله بتكريم الله وفضله وإحسانه، جعلنا الله من أهل هذا الجزاء الحسن، ومتّعنا بهذه النعم الجليلة.
نعم أهل الجنّة
إن أغلب الناس تأثّرا بطبائعهم وشهواتهم المادّية يتأثّرون بالإغراءات المادّية، والمطامع المعيشية من كساء وغذاء وشراب وخدمات الخدم وحلي الدنيا، فكانت إغراءات النعيم في الجنان من هذا الطراز، ليطمعوا في الحصول عليها، ويعملوا العمل الصالح الموصل لها، وهو الجزاء المادّي، وهناك جزاء معنوي أسمى وأرفع منه وهو الشعور بالرضوان الإلهي، والتمتع بالنظر إلى وجه الله الكريم الذي لا يعادله شيء من هذه النّعم، ولكن المسألة في الجنة درجات ومراتب بحسب تفاوت أعمال الناس. وهذه الآيات الآتية تقرر نعيم الأشخاص العاديين: