إذا تصدعت السماء وتشققت، مؤذنة بخراب العالم، وأطاعت ربها وامتثلت له فيما أمر ونهى، وحق لها أن تطيع أمره وتنقاد وتسمع.
وإذا الأرض بسطت وسويت واتسعت بزوال الجبال والآكام، ولفظت وأخرجت ما فيها من الأموات والكنوز، وطرحتهم على سطحها، وتخلت على كل ما فيها، ولم يبق في باطنها شيء.
واستمعت وأطاعت أوامر بها ونواهيه، وحق لها أن تستمع لما يريد الله منها، لأنها في قبضة القدرة الإلهية، وكررت الجملة للتأكيد.
وجواب (إذا) محذوف، لإرادة التهويل على الناس، تقديره: إذا حدث ما حدث، رأيتم أعمالكم من خير أو شر.
يا أيها الإنسان- والمراد به الجنس الذي يشمل المؤمن والكافر- إنك عامل في هذه الحياة، ومجاهد ومجدّ في عملك، جهادا وجدا قويا، لتلقى ربك، وتلقى ما عملت من خير أو شر. والكدح: جهد النفس في العمل حتى تأثرت.
وقوله: فَمُلاقِيهِ عائد في رأي الجمهور على الرب تبارك وتعالى، فالفاء على هذا عاطفة (ملاق) على (كادح).
ثم ذكر الله تعالى أحوال الناس وانقسامهم إلى فريقين يوم القيامة:
الفريق الأول- المؤمنون الموصوفون بقوله: فأما من أعطي كتاب أعماله بيمينه، وهم المؤمنون، فإنه يحاسب حسابا سهلا، بأن تعرض عليه سيئاته، ثم يغفرها الله، ويتجاوز عنها، من غير أن يناقشه الحساب، فذلك الحساب اليسير، أخذا بمفهوم الحديث الذي
أخرجه أحمد والشيخان وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «من نوقش الحساب عذّب، قالت، فقلت: أفليس الله تعالى قال: