«١» «٢» [البلد: ٩٠/ ١- ٢٠].
المعنى: أقسم بهذا البلد: مكة المكرمة، تنبيها على حرمتها، وأنت أيها النبي حلال بهذا البلد، يحل لك فيه قتل من شئت، وكان هذا يوم فتح مكة. فقد جاء أهله بأعمال توجب إحلال حرمته. والمراد: أن مكة عظيمة القدر في كل حال، حتى في حال اعتقاد الكفار القرشيين أنك أيها النبي حلال، لا حرمة لك، وهذا تقريع وتوبيخ لهم. وهذا على رأي شرحبيل بن سعد فيما ذكره الثعلبي: أن معنى وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ (٢) أي قد جعلوك حلالا مستحل الأذى والإخراج، والقتل لك لو قدروا.
والمقسم عليه هو: لقد خلقنا الإنسان في كبد أي لقد خلقنا الإنسان اسم الجنس كله مغمورا بالمشقة والمكابدة، أي يكابد أمر الدنيا وأمر الآخرة.
ولكن الإنسان اغتر بقوته، فقيل له: أيظن ابن آدم أن لن يقدر عليه أحد، ولا ينتقم منه أحد، فالله قادر على كل شيء.
نزلت هذه الآية في أبي الأشد بن كلدة الجمحي، الذي كان مغترا بقوته، واسمه:
أسيد بن كلدة الجمحي، كان يحسب أن أحدا لا يقدر عليه. وقيل: نزلت في غيره، مثل عمر بن عبد ود الذي قتله علي رضي الله عنه خلف الخندق، أو في الحارث بن عامر بن نوفل، فوبخهم القرآن على ذلك.
ثم ذم الله الإنسان على الإنفاق بقصد المراءاة، فإنه يقول يوم القيامة: أنفقت مالا كثيرا، مجتمعا بعضه على بعض، وهو الذي يسميه أهل الجاهلية مكارم أو معالي ومفاخر.
(٢) محيطة بهم.