تفسير قوله تعالى: (لا يحزنهم الفزع الأكبر)
قال الله تعالى: ﴿لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء: ١٠٣].
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قيل: المراد بذلك: الموت.
رواه عبد الرزاق عن يحيى بن ربيعة عن عطاء.
وقيل: المراد بالفزع الأكبر: النفخة في الصور.
قاله العوفي عن ابن عباس وأبو سنان سعيد بن سنان الشيباني، واختاره ابن جرير في تفسيره.
وقيل: حين يؤمر بالعبد إلى النار.
قاله الحسن البصري.
وقيل: حين تطبق النار على أهلها.
قاله سعيد بن جبير وابن جريج.
وقيل: حين يذبح الموت بين الجنة والنار.
قاله أبو بكر الهذلي فيما رواه ابن أبي حاتم عنه].
وكل هذه أقوال لا شك أنها قد تشملها كلها، ﴿لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ﴾ [الأنبياء: ١٠٣] فجميع هذه المواقف كلها حق، إما عند الموت كما قال الله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ﴾ [فصلت: ٣٠] وكذلك في المواضع الأخرى فهم مأمنون.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقوله: ﴿وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٣] يعني: تقول لهم الملائكة تبشرهم يوم معادهم إذا خرجوا من قبورهم: ﴿هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠٣] أي: فأملوا ما يسركم.