وقد خاض حزب السلامة الوطني الانتخابات العامة لعام ١٩٧٣م حيث حصل على ٩ و ١١% من الأصوات، أي بواقع ٢٤. ١ مليونًا من أصوات الناخبين ونتيجة لذلك فقد مثل نفسه في المجلس الوطني التركي بواقع ٤٥مقعدًا (١).
وقد أعلن أربكان عشية انتخابات ١٩٧٣م: «أننا سنعيد عهد الرسول - ﷺ -، كما أعلن أربكان بعد الانتخابات أن شعار حزبه هو (المفتاح)، وهذا ما سيؤهل للحزب فتح الطريق المغلقة أمامه، ويكون مفتاح كل الحكومات الائتلافية» (٢).
ونتيجة لذلك فقد تكونت أول حكومة ائتلافية، ضمت حزب الشعب الجمهوري، وحزب السلامة الوطني، وذلك في ٢٥كانون الثاني ١٩٧٤م، حيث ضمت الوزارة ثمانية عشر وزيرًا من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، وسبعة أعضاء من حزب السلامة.
ويفضل الله تعالى ثم جهود حزب السلامة الوطني بقيادة أربكان، مثلث تركيا ولأول مرة في آذار ١٩٧٤م في مؤتمر القمة الإسلامي، وقد اختير وزير الداخلية التركي وهو من حزب السلامة الوطني في هذا المؤتمر.
إن نشاط حزب السلامة الوطني خلال السبعينيات أدى إلى خرق المظاهر العلمانية في تركيا، حيث انتشرت بعض المظاهر الإسلامية في تركيا وخاصة في شهر رمضان، كما تم التوسع في المدارس الإسلامية، حيث سمح لها بتدريب الأئمة والوعاظ، وأصبحت هذه المدارس تعلم حوالي ١٠% من الطلاب في المدارس الثانوية بمن فيهم ٥٠. ٠٠٠ من العنصر النسائي في تركيا، وفي الحقيقة وصل التصويت الإسلامي بين ١٠%-١٥%، وقد اعتبر العلمانيون هذه النسبة بمثابة خطر على المدنية التركية (٣).

(١) انظر: الحركات الإسلامية الحديثة في تركيا، د. النعيمي، ص ١٤٢.
(٢) المصدر نفسه، ص١٤٣.
(٣) انظر: الحركات الإسلامية الحديثة في تركيا، د. النعيمي، ص ١٤٥.


الصفحة التالية
Icon