يذكر أبو بكر الباقلاني(١): أن القرآن يكون مصدرًا واسمًا: مصدرًا كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ﴾ [القيامة: ١٧] واسمًا كما في قوله تعالى: ﴿وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآَخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا﴾ [الإسراء: ٤٥] ويروى عن الشافعي - رحمه الله - أن القرآن اسم علم لكتاب الله، غير مشتق: كالتوراة والإنجيل. (٢)
قال القرطبي (٣)- رحمه الله-: (والصحيح الاشتقاق في الجميع) (٤) أي في القرآن والتوراة والإنجيل.
ب- معنى القرآن في الاصطلاح:
القرآن الكريم: هو اسم لكلام الله تعالى، المنزل على عبده ورسوله محمد- ﷺ -، وهو اسم لكتاب الله خاصة، ولا يسمى به شيء غيره من سائر الكتب (٥)، وإضافة الكلام إلى الله تعالى إضافة حقيقية، من باب إضافة الكلام إلى قائله.

(١) هو إمام المتكلمين ورأس الأشاعرة أبو بكر محمد بن الطيب بن محمد القاضي المعروف بابن الباقلاني البصري المالكي صاحب المصنفات، وكان له حظ في العبادة توفى سنة ٤٠٣هـ، انظر: شذرات الذهب (٣/١٦٧).
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (ج٢/ ٢٩٨).
(٣) هو الإمام أبو عبد الله محمد بن أحمد بن أبي بكر الأنصاري القرطبي، تفقه على مذهب الإمام مالك، واعتنى بتفسير القرآن الكريم، توفى رحمه الله سنة ٦٧١هـ انظر: المذهب لابن فرحون (٣١٨، ٣١٧).
(٤) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (٢/٢٩٨).
(٥) المصدر السابق نفسه.


الصفحة التالية
Icon