١- الحكم والسلطان والتمكين في الأرض ينبغي أن يسخر لتنفيذ شرع الله في الأرض وإقامة العدل بين العباد، وتيسير الأمر على المؤمنين المحسنين، وتضييق الخناق على الظالمين المعتدين ومنع الفساد والظلم وحماية الضعفاء من بطش المفسدين.
٢- الرجال الأشداء ذوو الخبرات الفنية العالية في النواحي العسكرية والعمرانية والاقتصادية الذين كانوا طوع بنان ذي القرنين، وكذلك خضوع الأقاليم له وفتح الخزائن أمامه وتقديم خراج الشعوب له طواعية، كل ذلك لم يدخل في نفسه الغرور والبطر والطيش والغواية؛ بل بقى مثال الرجل المؤمن العفيف المترفع عن زينة الحياة الدنيا.
٣- الاهتمام باتخاذ الأسباب لبلوغ الأهداف والغايات التي سعى إليها حيث آتاه الله من كل شيء سببًا فأتبع سببًا.
إن القرآن الكريم في قصة ذي القرنين وفي كل قصصه ركز على الدروس والعبر والحكم والسنن، ولم يهتم بكثير من القضايا التي لا تنفع الإنسان، ولذلك نجد في قصة ذي القرنين كثيرًا من المبهمات التي لا تفيد القارئ مثل: من هو ذو القرنين؟ وما شخصيته؟ وما حياته؟ وما الزمن الذي عاش فيه؟ والدولة التي حكمها، والحروب التي خاضها، والبلاد التي فتحها، ورحلته الأولى تجاه الغرب، وتحديد المنطقة التي وصل إليها، وتحديد المكان ذي العين الحمئة؟ وكيف وجد الشمس تغرب فيها، وأصل يأجوج ومأجوج، وتاريخهم، ومناطق سكنهم وإقامتهم بالضبط؟ وغير ذلك من التساؤلات(١).
ثانيًا: معالم التمكين عند ذي القرنين:
أ- دستوره العادل:

(١) انظر: مع قصص السابقين في القرآن (٦/٢٤٤، ٢٤٢).


الصفحة التالية
Icon