٣- ومنها تنشيط الهمم لرفع العوائق، وأنه متى ما تيسرت الأسباب، فلا ينبغي أن يعد ركوب البحر ولا اجتياز القفر، عذرًا في الخمول، والرضاء بالدون، بل ينبغي أن ينشط ويمثل في مرارته حلاوة عقباه من الراحة والهناء.
٤- وجوب المبادرة إلى معالي الأمور.
٥- إن من قدر على أعدائه وتمكن منهم، فلا ينبغي له أن تسكره لذة السلطة بسوقهم بعصا الإذلال، وتجريعهم غصص الاستعباد والنكال، بل يعامل المحسن بإحسانه والمسيء بقدر إساءته.
٦- إن على الملك إذا اشتكى إليه جور مجاورين، أن يبذل وسعه في الراحة والأمن دفاعًا عن الوطن العزيز، وصيانة للحرية والتمدن من مخالب التوحش والخراب، قيامًا بفريضة دفع المعتدين وإمضاء العدل بين العالمين.
٧- إن على الملك التعفف عن أموال رعيته، والزهد في أخذ أجر في مقابل عمل يأتيه، ففي ذلك حفظ كرامته وزيادة الشغف بمحبته.
٨- التحدث بنعمة الله إذا اقتضاه المقام.
٩- تدعيم الأسوار والحصون في الثغور وتقويتها على أسس علمية وفق دراسة ميدانية صحيحة، لتنتفع به الأجيال على مر العصور وكر الدهور.
١٠- مشاركة الحاكم العمال في الأعمال، والإشراف بنفسه إذا تطلب الأمر، لكي تنشط الهمم.
١١- تذكير الغير وتعريفهم ثمار الأعمال المهمة لكي يستشعروا رحمة الله تعالى.
١٢- استحضار القدوم على الله، واستشعار زوال هذه الدنيا والتطلع إلى ما عند الله.
١٣- الاعتبار بتخليد جميل الثناء، وجليل الآثار، حيث نجد أن الآيات الكريمة أوضحت أخلاق ذي القرنين الكريمة من شجاعة وعفة وعدل وحرص على توطيد الأمن والإحسان للمحسنين ومعاقبة الظالمين.
١٤- الاهتمام بتوحيد الكلمة لمن يملك أممًا متباينة، كما كان يرمي إليه سعي ذي القرنين، فإنه دأب على توحيد الكلمة بين الشعوب ومزج تلك الأمم المختلفة ليربطها بالمنهج الرباني والشرع السماوي(١).
وبهذا نقف عند الدروس والعبر والحكم من هذا القصص القرآني الكريم.

(١) انظر: تفسير الإمام القاسمي (١١/٨٧-٩٠).


الصفحة التالية
Icon