وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: «من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة» (١).
الشرط الثاني: اليقين المنافي للشك:
ومعنى ذلك: أن يكون قائلها مستيقنًا بمدلولات هذه الكلمة، يقينًا جازمًا، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن(٢).
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: ١٥].
وفي الصحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - ﷺ -: «أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقى بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة» (٣).
الشرط الثالث: القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه:
وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبلها، وانتقامه
ممن ردها وأباها.
قال تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلاَّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ - قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ - فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ [الزخرف: ٢٣-٢٥].
وقال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الروم: ٤٧].

(١) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: الدليل من مات على التوحيد (١/٥٥) رقم ٤٣.
(٢) معارج القبول (٢/٤١٩).
(٣) رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب: الدليل من مات على التوحيد (١/٥٧، ٥٦) رقم ٢٧.


الصفحة التالية
Icon