١٠- جمع في قوله: ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾ بين أمرين يتعلقان بإيمانه بالله.
الأول: هو عدم المانع الذي يمنعه من الإيمان في قوله: ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي﴾.
والثاني: هو قيام المقتضى الذي يدعوه إلى الإيمان، وهو في قوله: ﴿الَّذِي فَطَرَنِي﴾، فالله الخالق مالك ومنعم، وعلى العبيد عبادته وشكره.
١١- قدم عدم المانع من الإيمان على المقتضى الذي يدعوه للإيمان في قوله: ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي﴾ ولم يقل: (فطركم) لأنه هو الأهم من المقصود من السياق.
١٢- قال: ﴿فَطَرَنِي﴾ ولم يقل: (فطركم) لأنه يتحدث عن نفسه وليس عنهم، ولتناسقه مع قوله: ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ﴾، حيث أسند العبادة إلى نفسه فناسب أن يسند الخلق إلى نفسه.
١٣- يتضمن قوله: ﴿وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ الخوف والرجاء في عبادة الله، فمن يكون إليه المرجع والمآب، يخاف منه ويرجى.
١٤- هناك حكمة لطيفة من الالتفات إليهم في قوله: ﴿ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ليبين الفرق بينه وبينهم من الرجوع إلى الله، فرجوعه هو إلى الله ليس كرجوعهم هم.
رجوعه هو إلى الله رجوع العابد المؤمن بالله، ولهذا رجوعه للإكرام والإنعام، أما رجوعهم هم، فهو رجوع الكافر العاصي، ليحاسب ويعاقب ويعذّب، فرجوعهم للعذاب والإهانة وشتان بين رجوعين.
١٥- في قوله: ﴿أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً﴾ إشارة إلى كمال التوحيد، فقوله: ﴿وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ إشارة إلى وجود الله، وفي قوله:﴿أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً﴾ إشارة إلى نفي الشرك به وعدم عبادة غيره.