٦- إنهم يعفون ويصفحون: قال تعالى: ﴿وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [البقرة: ٢٣٧]. وقال تعالى:﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ
الظَّالِمِينَ﴾ [الشورى: ٤].
فأخبر عز وجل أن من اتصف بهذه الصفة فأجره في ذلك على الله عز وجل كما رغبهم الله عز وجل في مغفرته إذا فعلوا ذلك، فقال عز وجل: ﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَن يَّغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور: ٢٢].
وقال تعالى في وصف المتقين: ﴿وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [آل عمران: ١٣٤]. فالإحسان وصف من أوصاف المتقين، ولم يعطفه على ما سبقه من الصفات، بل صاغه بهذه الصيغة تمييزًا له بكونه محبوبًا عند الله تعالى(١).
٧- ومن صفاتهم أنهم غير معصومين من الخطايا إلا من عصمه الله عز وجل من الأنبياء غير أنهم لا يفارقون الكبائر، ولا يصرون على الصغائر، بل كلما وقعوا في صغيرة رجعوا إلى الله بالتوبة والاستغفار والعمل الصالح عملا بقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ﴾ [الأعراف: ٢٠١].
شأن المؤمنين المتقين إذا مسهم طائف من الشيطان لحملهم على محاكاة الجاهلين والخوض معهم وعلى غير ذلك من المعاصي والفساد تذكروا فأبصروا فحذروا وسلموا، وإن زلوا تابوا وأنابوا(٢).
إن هذه الصفات عندما تتغلغل في نفوس الدعاة والعلماء وأبناء المسلمين تكون الأمة المسلمة جديرة بنصر الله وتوفيقه، وبهذا نكون قد فصلنا أهم شروط التمكين المتمثلة في الإيمان بالله والعمل الصالح، والعبادة، ومحاربة الشرك وتقوى الله عز وجل.
(٢) نفس المصدر السابق (٩/٥٥٠).