أنه ربما صار ذلك داعيا إلى الإيمان لما يرون من قوة أهله وعزته.
أنهم لا يعينون سائر الكفار.
أن يصير ذلك سببا لمزيد الزينة في دار الإسلام(١).
ويقول صاحب الظلال: الإسلام يأمر بأعداد القوة على اختلاف صنوفها وألوانها وأسبابها، فلابد للإسلام من قوة ينطلق بها في الأرض لتحرير الإنسان.
وأهمية القوة بالنسبة للدعوة الإسلامية تتلخص في أمور:
الأمر الأول: أن تؤمِّن الذين يختارون هذه العقيدة على حريتهم في اختيارها فلا يُصدون عنها، ولا يفتنون كذلك بعد اعتناقها.
الأمر الثاني: أن ترهب هذه القوة أعداء الإسلام، فلا يفكروا في الاعتداء على حرمات الإسلام.
الأمر الثالث: أن يبلغ الرعب بهؤلاء الأعداء ألا يفكروا في الوقوف في وجه الدين الإسلامي وهو ينطلق لتبليغ كلمة الله إلى الإنسان في كل الأرض.
الأمر الرابع: أن تحطم هذه القوة كل قوة في الأرض تتخذ لنفسها صفة «الألوهية» من دون الله رب العالمين(٢).
وبما أن الأمة الإسلامية أمة مجاهدة، فلابد أن تكون هذه الأمة قوية حتى تستطيع أن تنهض بهذه الرسالة التي أنيطت بها، ولذلك حث النبي - ﷺ - المؤمنين أن يكونوا أقوياء، وعلى أن يحصلوا كل أسباب القوة، فقال - ﷺ -: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف»(٣).
وما أحوج المسلمين اليوم إلى أن يحصلوا كل أسباب القوة، فهم يواجهون نظاما عالميا وقوى دولية لا تعرف إلا لغة القوة، فعليهم أن يقرعوا الحديد بالحديد، ويقابلوا الريح بالإعصار، ويقاتلوا الكفر وأهله بكل ما يقدرون عليه، وبكل ما امتدت إليه يدهم وبكل ما اكتشف الإنسان ووصل إليه العلم في ذلك العصر من سلاح وعتاد واستعداد حربي، لا يقصرون في ذلك ولا يعجزون(٤).

(١) المصدر نفسه (٧/٣٢٤) وما بعدها.
(٢) في ظلال القرآن (٣/٣١٥٤) مع تصرف.
(٣) مسلم مع شرح النووي كتاب ٦، (١٦/ ٢١٥)
(٤) انظر: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين؟ لأبي الحسن الندوي، ص٢٢٥.


الصفحة التالية
Icon