وأنه سبحانه يوفق ويؤيد وينصر من لجأ إليه، ولاذ بحماه، ونزل على حكمه في كل ما يأتي وما يذر: ﴿إِنَّ وَلِيَّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: ١٩٦].
وأنه وأن حقه سبحانه وتعالى على العباد أن يعبدوه، ويوحدوه، فلا يشركوا به شيئا: ﴿بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ [الزمر: ٦٦].
وأنه - سبحانه - حدد مضمون هذه العبودية، وهذا التوحيد في القرآن العظيم.
وظل - ﷺ - يطرق معهم هذه الجوانب، ويكرر على أصحابه ومن آمن به، ويفتح عيونهم عليها من خلال الكتاب المنظور، والكون المسطور حتى خشعت قلوبهم وسمت أرواحهم، وطهرت نفوسهم، ونشأ لديهم تصور وإدراك لحقيقة ومضمون الألوهية يخالف تصورهم الأول، وإدراكهم القديم(١).
واهتم - ﷺ - بغرس حقيقة المصير وسبيل النجاة لأصحابه موقنا أن من عرف منهم عاقبته، وسبيل النجاة والفوز في هذه العاقبة، سيسعى بكل ما أوتي من قوة ووسيلة لسلوك هذا السبيل، حتى يظفر غدا بهذه النجاة، وذلك الفوز، وركز - ﷺ - في هذا البيان على الجوانب التالية:
أن هذه الحياة الدنيا مهما طالت فهي إلى زوال، وأن متاعها مهما عظم، فإنه قليل حقير: ﴿إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا
أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾
[يونس: ٢٤]. ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ﴾ [النساء: ٧٧].

(١) انظر: منهج الرسول - ﷺ - في غرس الروح الجهادية، د. سيد نوح، ص١٠: ١٦٠.


الصفحة التالية
Icon